استشارتي رقم (1) أنا فتاة أصبتٌ بصدمة عاطفية انقذيني؟؟ │ بقلمي

استشارة، عاطفية، جامعية



السؤال:
أنا فتاة جامعية عاطفية بشكل كبير ورومانسية تعرضتٌ لصدمة عاطفية منذ 3 سنوات، وأنا لا أستطيع أن أعيش حياتي بشكل طبيعي، أحبه كثيراً لكني لا أستطيع أن أعيش معه فقد مات. وأعرف أنه شيء مستحيل أن التقي به، لكن منذ ذلك الوقت وإلى الآن لم استطع أن أنسى لحظة واحدة حتى حياتي ودراستي تأثرت بذكريات الرائعة..
أفكر حتى فيه قبل النوم وأثناء المذاكرة حتى صحتي تدهورت.
واكتشفتٌ أنه على علاقات بأخريات..
وعلى فكرة الطالبات في الجامعة دائم يقولون ليتنا نصير مثلكِ لأني أنزل ملازمي وبحوث لهن، والجميع يقولون أنيّ مثقفة ومستقبلي زاهر.
وهم ما يدرون وش فين؟؟
ساعديني وأرشديني لأعيش طبيعية مثل الناس؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجواب:
حياكِ الله وبياكِ ابنتي العزيزة..
يتعرض الشباب والفتيات إلى صدمات عاطفية متنوعة بعد فشل في العلاقة مع الجنس الآخر أو تعثر هذه العلاقة ..
وبعضهم يعاني من آثار الصدمة أسابيعاً أو شهوراً،وبعضهم تتطرف ردود فعله النفسية والسلوكية ويصاب باضطراب نفسي، وبعضهم الآخر يعتبر الصدمة تجربة مفيدة تعلمه دروس الحياة وتزيده خبرة ونضجاً وصلابة .




والصدمة العاطفية الاعتيادية هي رد فعل مفهوم ومؤقت على فقدان الحبيب ولا تسمى مرضاً أو اضطراباً إذا لم تتجاوز الحدود الواقعية،وهي تستمر أسابيع أو أشهراً .

ويمكن اعتبار الصدمات العاطفية أمراً طبيعياً لأن مرحلة الشباب نفسها تمتاز بحدة الانفعالات والاندفاعات العاطفية تجاه الجنس الآخر وهي تتميز أيضاً بتقلب العواطف وحب التجريب والاكتشاف،كما أنضعف الخبرة في التعامل مع الجنس الآخر ومع الواقع العملي والظروف،يجعل من الطبيعي حدوث علاقات عاطفية غير متناسبة مما ينتج عنها فراق وألم وصدمات .





وفي الحالات المرضية يمكن أن تكون ردود الفعل شديدة ومعطلة ، أو أنها تستمر فترات طويلة ويرافقها تغيرات عاطفية وسلوكية تجاه الجنس الآخر كأن يبتعد الشاب عن الفتيات تماماً،أو على العكس من ذلك يمكن أن يصبح عدوانياً وانتقامياً من الجنس الآخر كأن تقوم الفتاة بإقامة علاقات متعددة تزعج فيها الشباب وتؤذيهم واحداً بعد الآخر ، بعد أن تعرضت هي نفسها إلى صدمة عاطفية من شاب معين .




وفي حال الصدمة العاطفية يلجأ كثيرون إلى أساليب وممارسات روحية ودينية للتخفيف من وطأة الأزمة التي يعيشونها ،وهي تفيد في مثل هذه الحالات ، وبعضهم ينكب على أعماله أو هواياته ويشغل نفسه بشكل مبالغ فيه كتعويض عن الفقدان الذي تعرض له وكأنه يهرب من تجربة الفقدان ولا يعترفبها ، وبعضهم يحاول أن ينسى الحبيب من خلال الابتعاد المكاني كأن ينتقل من مكان إقامته أو عمله أو كليته كي لا يرى المحبوب أو يسمع عنه ..
وهو يحاول مقاومة نفسه ومشاعر الضعف والألم والفقدان بالهروب منها ..
وقد يفيد ذلك مؤقتاً ولكنه أسلوب طفولي أو غير ناضج للتعامل مع الصدمة مباشرة ، كما أنه يمكن أن يترك آثاراً سلبية عديدة على المدى البعيد .
وبعضهم يقفز إلى مغامرة عاطفية أخرى بشكل سريع وفقاً لمبدأ
" داوها بالتي كانت الداء "
ولا يفيد ذلك غالباً ولابد أن يبرأ الشاب من أزمته وصدمته قبل أن يقوم بعلاقة أخرى ناجحة .


وبعض الحالات تحتاج للمزيد من العلاج الاختصاصي النفسي أو الدوائي إذا كانت أعراض الصدمة شديدة أو طالت مدتها وتعطيلها .



وإلى أن تذهبي إليه أنصحكِ أن تقومي بعدد من الأمور قد تساعدك،وهي:




- "الكتابة" أمسكي الورقة والقلم واكتبي وعبري عن مشاعرك،فالكتابة تساعد العديد من الأشخاص على التفريغ النفسي والتعبير عن مشاعرهم.
أو حتى حاولي تأليف الروايات والقصص، فذوو الخيال الخصب عادة ما يكون لديهم القدرة على ذلك، ولكنهم يحتاجون إلى بعض المهارات لإتقانها.




- "إنشاء دائرة اجتماعية" حاولي تكوين دائرة اجتماعية من حولك تشاركينها حياتك، فأنت لم تذكري إذا كان لك إخوة أو أخوات، ولكن إن وجدوا فحاولي التقرب منهم، أو قريباتك من العائلة، وابحثي أيضا عن الصداقة داخل محيط الجامعة، أو حاولي التقرب ممن يتقرب منك من الفتيات.



- يمكنك أيضاً أن تشغلي وقتكِ "بهواياتكِ المفضلة" ، فإذا كنتِ تحبين الإطلاع فأكثري منه، أو جربي الكتابة كما قلت لكِ، أو حتى مارسي الرياضة.






عزيزتي ..
تقولين إن من حولكِ يرونك مثقفة وتقومين بإنزال ملازمكِ لهن وتتعاملين بالحسنى، فاجعلي هؤلاء الناس مرآتك التي تنظرين من خلالها إلى نفسكِ، فأنت فعلا كذلكِ.




علاقتك العاطفية الفاشلة:



عزيزتي ..
لا تنظري وراءكِ مرة ثانية، وأغلقي هذه الصفحة نهائياً،فلا تفكري فيها،ولا تهتمي لنظرات الناس، فالمهم نظرة الله الذي تبت إليه، ولا يهمكِ شيء من الناس،وصدقيني ..
الجميع ينسى وينشغل في حكايات وقصص أخرى في الحياة.




ركزي في دراستكِ ونجاحكِ، وفي يوم ما سيرزقكِ الله بمن يستحقكِ،ولحظتها لن تكرر الصدمة مرة أخرى، وسنتخذ الأسباب الشرعية والاجتماعية عند الاختيار،وسيوفقكِ الله للخير.



ولكن إن حاولنا إعادة النظر إلى المشكلة معاً بطريقة حيادية لنصل إلى سببها وحلها معاً فقد يتضح لكِ الأمر ويرتاح قلبكِ من الانزعاج.





كوني واثقة من نفسكِ فأحرصي على الاندراج في الأنشطة الاجتماعية والإيجابية التي هي جوانب مضيئة في حياتكِ؛ فاستمري وواصلي عطاءكِ،وتذكري أن كل ما تقومين به تأخذين عليه أجراً من المولى عز وجل وأنكِ تضعين حجراً من أحجار الأساس في تقدم الأمة؛ فضعي نية لله عز وجل في عملكِ وتعاملكِ مع من حولك فسيثمر عليكِ بثواب وبسعادة في قلبكِ ولن يجعلكِ تحتاجين لسماع المديح ممن حولكِ فسيجعل هدفكِ في النجاح وتفوق والعمل هو رضاء المولى وإصلاح في الأمة.




ابنتي لم تذكري لي من هذا الشخص الذي أثر في حياتك؟ ؟
وشخصيته؟
ونوعية ارتباط هذا الشخص الذي قلب حياتك 180 درجة ؟
يا ابنتي لو كان ساحراً ما تمكن من ذلك !!

بالفعل يا ابنتي واضح أن بداخلكِ طاقات وذكاء وقدرات لا تعرفين كيفية استعمالها، وجاء هذا الشخص فبدد كثيراً من ذلك وربما أثر في نفسكِ وتصرفاتكِ؛ فانطلقي بلا قيود ولا خوف تحققين درجات عالية وتنبُغين بين أقرانكِ ..



إنكِ شخصية حساسة وقدركِ أن تواجهي نفسك بنفسكِ ..
بداخلكِ طاقات منحها لكِ الله ، ورأيت تأثيرها سابقاً ..
حاولي مع نفسكِ يا ابنتي العزيزة..
واطلبي العون من الله .. لا أقول بأن هذا شيء سهل ..
أنت مقبلة على معركة كبيرة مع نفسكِ ومع ظروفكِ،ولكن بالإيمان بالله والصبر تستطيعين عمل كل شيء، وأنا معكِ كلما احتجت لأخت ..





إن السعادة تتحقق عندما يضع الإنسان لنفسه مقاصد سامية يعيش لها ويسعى في تحقيقها بجانب المقاصد الدنيوية التي يسعى لها جميع الناس بل ويشعر أن حياته كلها تنبع وتتفرع من هذه المقاصد.



تستطيعين أن تتلمسي هذه السعادة وأنت تسعين في مجاهدة نفسكِ وتخليصها من شرورها وإكسابها الأخلاق والفضائل الكريمة وتنجحين مرة وتفشلين مرة فتشعرين بالسعادة مع كل مرة تنجحين فيها وتكتسبين خلقًا أو سلوكًا حميدًا لم تكوني تعودت عليه من قبل.
أو تتخلصين من صفة سيئة كانت موجودة فيكِ قبل ذلك.


تستطيعين أن تتلمسي هذه السعادة وأنت تسعين في طلب العلم الذي سيجعلكِ أكثر قوة وقدرة على تعليم الأبناء ورعايتهم وعلى خدمة المجتمع.


تستطيعين أن تتلمسي هذه السعادة وأنت تسعين إلى اكتشاف مواهبكِ وتنميتها ومن مساعدة الآخرين من أخواتكِ أو زميلاتكِ أو في العمل الاجتماعي بكافة صوره أو في نشر دعوة الخير في المجتمع.






يشعر الإنسان الذي واجهه صدمة عاطفية بالإرهاق والتعب واليأس والتكاسل وعدم الثقة بالذات وربما بالاستسلام لقدره, وهذه كلها من أعراض الصدمة وليست واقعاً حقيقًا.


ويتلاشى هذا التفكير السلبي كلما تقدم الإنسان في العلاج وفيخلال ذلك:




*حددي لنفسك أهدافا واقعية في وجود الصدمة وابدي استعدادا لتحمل حد معقول غير مبالغ فيهمن المسئولية.


*حاولي توزيع المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة وتنفيذها بالتقسيط ولاتحمل نفسك فوق طاقتها.
*اختلطي بالناس وثق بصديقة تفضي إليها بمكنونات صدركِ هذا أفضل من البقاء وحيدة.
*شاركي في النشاطات الاجتماعية التي تسرك وتبعث لك التفاؤل.
*مارسي الرياضة الخفيفة أو أي مناسبة اجتماعية سارة.
*لا تتوقعي تحسنا سريعاً في مزاجك وإنما يحدث ذلك بالتدريج.


*أرجئ اتخاذ القرارات المهمة في حياتك لحين شفائك من الصدمة,لان القرارات المتخذة في هذه الحالة تكون خاطئة على الأغلب, وقبل أن تتخذي قرارًا مهما مثل تغيير تخصصك أو الزواج ,ناقشي ذلك مع الآخرين من معارفك الذين يدركون حالتك النفسية.


نصائح لاستعادة التوازن:



كيف يستطيع المصدوم عاطفياً أن يستعيد توازنه ويواجه أزمته ويعود لممارسة دوره الاجتماعي والبيولوجي في الحياة؟


على كل إنسان يحكم عقله في كل ما يواجهه من مصاعب وآلام وألا يطلق العنان لمشاعره لتتحكم فيه، لأن ذلك لن يولد سوى الفشل.


الوقوع في الحب أمر نستطيع التحكم به في بداياته، وبدل أن نبني قصورا في الهواء، لم لا نركز على حياتنا الآن؟؟




عليكِ بالتغلب على كل الصدمات العاطفية،فهي تزول مع الأيام، ومن المؤكد أنكِ ستتزوجين وتتمكن من خلال الزواج من إنجاح تجربة ارتباطكِ العاطفي.



الفتاة أكثر تأثراً من الشاب بالصدمة العاطفية،لأنها مجبولة بالعاطفة بالفطرة.



أنقذي نفسكِ بسرعة قبل أن تنهار نفسياً وتعطب عاطفياً وتتلف فكرياً في هذه المرحلة إياكِ أن تتهاون في علاج قلبكِ لا بد أن يغيب الحبيب إن كان كذلك طالما هواية هذا الحبيب اللعب في أعمار الآخرين وتجميع أكبر عدد من الضحايا في هواة أنصحكِ لا تترد...
استعملي فورا الوصفة الشعبية (تذكري له كل قبيح) وستنسيه وتشفي من هواة عاجلاً وليس أجلاً....


المهم أنكِ لم تكن ضحية لذاك الحب،فأنتِ شربت بل وارتويتمنه حين كان يتدفق لكِ شوقاً وحناناً ورحل،فاحمدي المولى على ذلكِ..


كوني صلبةً 00 صامدة000


وتذكري أن عملكِ سيدخل السرور على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصدق نيتكِ وثمار جهدكِ لن يضيعها الله، بل إن صدقت فسيباهى بها النبي الأمم يوم القيامة وليس أنتِ فقط كل شاب أو فتاة مسلم أرادوا التفوق والعمل والإنجاز من أجل الله والنبي ومن أجل هذه الأمة، ونحن معكِ نشد على يديكِ ونشجعكِ ونمدك بالثقة في نفسكِ ونفخر بنجاحكِ..

فلا تتردي أن تراسليني وتبلغيني بنجاحاتكِ وإنجازاتكِ.


لكِ أرق التحايا..
بانتظر أخباركِ المفرحة..

0 التعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الحقوق محفوظه محلقةٌ نحو القمم ~ْ~ وفاء العجمي~ْ~           تعريب مدونة البلوقر